راشد بن حميد الراشدي
الكيان الغاشم المعتدي الظالم الكاذب والمخادع في كل عهد أقامه، الناكث بوعوده عبر كل معاهدات السلام وعبر كل العصور، المتزعم بقوته وقوة حلفائه فرض أمره على الناس أجمعين.
لا حل معه أبدًا، لا على مستوى سلام منشود، ولا على مستوى ما يساوم به من تطبيع كذوب، هدفه احتلال الدول ونهب ثرواتها واستغلال مواردها وطاعة عمياء له ولطريق الشر الموزوع بهويته الصهيونية الماجنة الخبيثة.
لا سلام ولا أمان مع كيان احتل أرض أمة، وقتل أهلها بأبشع صور الهلاك، لا رحمة في قلبه ولا إنسانية فيه، ومع كل عهد، يزداد طغيانه وبغيه، فهو ناكث للعهود والمواثيق مهما أقسم عليها، لا تربطه بالإنسانية والمبادئ قيد أنملة، لعنه الله في أرضه وسمائه حتى يوم الدين.
إنَّ ما نعيشه اليوم من أحداث، وما نراه ونسمعه عبر الصور والمشاهد التي تصل إلينا من فلسطين وسائر دولنا العربية المحاطة بجنود الحقد والشر، ليندى له الجبين مع تسابق حميم من بعض الدول نحو توقيع معاهدات سلام وتطبيع وتعاون مع كيان لا أصل له، فبيته كبيت العنكبوت خواء؛ فهو فاجر آثم معتد لا عهد له منذ خلقت الخلائق، فلا هَمَّ له سوى مصلحته وتحقيق أمنياته التي ستذهب سرابًا بإذن الله في القريب العاجل، فقد حانت لحظات رحيله، وانكشفت أمام العالم سوأته وألاعيبه، فهي سويعات زائلة إلى الأبد.
من يمد يده اليوم لذلك الظالم الغاشم، فقد جنى على نفسه وأهله ووطنه، فالخبيث لن ينالك منه سوى الأذى والخبائث، فهم خبثاء العالم الذين يعلم بأطباعهم الجميع، لكن يمارون في تصديق الحقيقة التي هي مشرقة كفجر الصبح في ضيائه، فأين ذوي العقول والأرباب من قوم حكم الله عليهم بالشتات واللعنة في كتاب الله العزيز.
اليوم يجب أن يدرك الجميع، وخاصة أمة الإسلام أنه لا سلام ولا أمان ولا تعاون ولا تطبيع مع عدو الله ورسوله، فمهما رأيناهم ذوي قوة وبأس، فبأس الله وعباده الصالحين أقوى وأشد، وقد أثبتت الأيام والأحداث ذلك، وما يحدث اليوم من تكتلات وتغيير في القوى والنفوذ في العالم من حولنا هو طريق الزوال للكيان الغاشم ولكل من عاضده وسانده، فنهاية الطواغيت معروفة، فقد ذهب قبلهم كثير، ولكنَّ الله يُمهل ولا يُهمل، وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون بإذن الله، فالكون له ربُّ يرعاه ويحميه.
إن ما أعلنته وتعلنه سلطنة عُمان من مواقف مشرفة في رؤيتها للتطبيع مع الكيان لهو نهج سام شريف يجب على معظم الأمة أن تتبعه، فلا سلام ولا تطبيع إلا برد الحقوق إلى أصحابها، وعودة القدس الشريف إلى أهله، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ووقف كل أشكال الاعتداء الذي يمارسه المحتل.
فاليوم نقول من يظن أن هناك سلاما ووئاما وتطبيعا وتعاضدا مع أرذل خلق الله، فهو واهمٌ حالمٌ، أما من يعتبر، ويَحذر، ويعُدُّ العدّة له، فقد أفلح ونجا وأعزَّ نفسه ووطنه، فلا عهد لليهود على مر السنين والعقود، وسيرى العالم نهايتهم قريبًا بإذن الله.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، اللهم اخزِ اليهودَ ومَن شايَعهم، اللهم دمّر ممالكهم وسلطانهم، إنك على كلِّ شيءٍ قدير.